الفرق بين شركة مساهمة مقفلة والعامة

شركة مساهمة مقفلة


حين تتقاطع الطموحات الاقتصادية مع الحذر الاستثماري، يبرز اختيار ” شركة مساهمة مقفلة” كخيار يوازن بين التوسع والانضباط، بين قوة التمويل وحدود السيطرة، هذا الكيان التجاري الذي قد لا يظهر على شاشات التداول، يحمل في داخله بنية مرنة وذكية، تسمح بنمو الأعمال دون التفريط في زمام القرار.

شركة مساهمة مقفلة

الشركة المساهمة المقفلة ليست مجرد شكل قانوني مختلف، بل هي فلسفة إدارية وتجارية متكاملة، فهي تتشابه في جوهرها مع الشركات المساهمة العامة من حيث الهيكل والنظام، لكنها تحتفظ بأسهمها بعيدًا عن أعين الجمهور، وتُدار غالبًا من قبل مجموعة محددة من المؤسسين أو المستثمرين ذوي الثقة المتبادلة. 

وهذا يمنحها مزيدًا من التحكم، خصوصًا في المراحل المبكرة من النمو، أو حين تكون الاستراتيجية مبنية على خصوصية السوق، أو حساسية المعلومات، أو حتى رؤية طويلة الأمد لا تتناسب مع ضغوط التداول العام، فهل شركة مساهمة مقفلة هي الخيار الأفضل لكل مشروع؟ 

  • يُسمح بتأسيس الشركة من عدد محدود من الشركاء، وأحيانًا يكونون أفرادًا من عائلة واحدة أو مجموعة استثمارية مغلقة تربطهم مصالح مشتركة.
  • لا تُطرح أسهم الشركة للتداول في السوق المالية، وهذا يمنح المؤسسين تحكُّمًا أكبر في مجريات الأمور واتخاذ القرارات دون ضغوط خارجية.
  • رأس المال يُقسم إلى أسهم كما في الشركات العامة، لكن التداول يكون محصورًا بين الشركاء أو بموافقة خاصة، ما يضمن استقرار الملكية.
  • توزيع الأرباح يخضع لقرارات الجمعية العامة وفق النسب المحددة، ويمكن أن تُراعي فيها خصوصيات العلاقة بين المساهمين.
  • يتحمل الشركاء المسؤولية بحدود ما يملكونه من أسهم، فلا تمتد المسؤولية إلى أموالهم الشخصية، مما يوفّر غطاء قانونيًا مهمًا.
  • غالبًا ما تكون هذه الشركات عائلية أو استثمارية، ولذا تتسم بالمرونة في اتخاذ القرار، وسرعة التحرك بعيدًا عن بيروقراطية الشركات الكبيرة.
  • يشترط النظام وجود مجلس إدارة، وإن كان صغيرًا، ليضمن الفصل بين الإدارة والتملك ولو بشكل رمزي في بعض الأحيان.
  • يمكن تقييد التنازل عن الأسهم في النظام الأساسي، مما يجعل الدخول والخروج من الشركة أمرًا مضبوطًا لا يحدث بشكل عشوائي.
  • رغم أنها مقفلة، إلا أنها تخضع لرقابة وزارة التجارة، وبعض الأنشطة تستوجب مراجعة قوائمها المالية سنويًا لضمان الشفافية.

الفرق بين الشركة المساهمة المقفلة والعامة

  • أبرز فرق هو أن “العامة” تفتح باب الملكية للجمهور من خلال تداول الأسهم في السوق، بينما “المقفلة” تحتفظ بالملكية ضمن دائرة محددة.
  • الشركات العامة تخضع لرقابة صارمة من هيئة السوق المالية، بينما المقفلة تخضع لرقابة وزارة التجارة فقط، ما يقلل من المتطلبات التنظيمية.
  • في الشركة العامة، عدد المساهمين يمكن أن يصل إلى الآلاف، أما في المقفلة، فهو محدود وغالبًا ما يكون معروفًا ومتفقًا عليه مسبقًا.
  • الشركة العامة مطالبة بالإفصاح الدوري عن بياناتها المالية، أما المقفلة، فيُتاح لها مساحة خصوصية أوسع في إدارة معلوماتها.
  • بيع وشراء الأسهم في الشركة العامة يتم لحظيًا في السوق، بينما في المقفلة يتطلب إجراءات نقل ملكية وتوثيق وتوقيع.
  • الشفافية والمساءلة أعلى في الشركات العامة بسبب الضغط الرقابي والمساهمين، في حين تكون المقفلة أكثر استقلالًا في قراراتها.
  • الإدارات في الشركات العامة غالبًا ما تتبدل نتيجة لتأثير المساهمين الكبار، أما المقفلة، فغالبًا ما تحتفظ بثبات إداري طويل.
  • المقفلة أكثر ملاءمة للمشاريع المتوسطة أو العائلية التي لا تستهدف تمويلًا عامًا، بخلاف العامة التي تسعى لجذب رؤوس الأموال.
  • رغم هذه الفروقات، إلا أن المقفلة تُعد أحيانًا خطوة انتقالية نحو التحول إلى شركة عامة بعد نضج المشروع.

كيف تُؤسَّس شركة مساهمة مقفلة؟

  • تبدأ العملية بتقديم طلب التأسيس عبر منصة وزارة التجارة، يتضمن البيانات الأساسية للشركاء ونشاط الشركة.
  • يجب صياغة النظام الأساسي بعناية، ليشمل رأس المال، عدد الأسهم، آلية التنازل عنها، وصلاحيات مجلس الإدارة.
  • يتطلب النظام وجود مجلس إدارة مكوّن من ثلاثة أعضاء على الأقل، يُعيَّنون من قِبل المساهمين.
  • يُشترط أن لا يقل رأس المال عن خمسمئة ألف ريال، ويجب أن يُكتتب به كاملًا عند التأسيس، مع إيداعه في بنك محلي.
  • بعد مراجعة الطلب والمستندات، تصدر وزارة التجارة شهادة التأسيس وتُعتبر الشركة قائمة قانونًا من تاريخها.
  • تُسجّل الشركة في السجل التجاري وتُمنح رقمًا وطنيًا، يُستخدم في التعاملات الرسمية والبنكية.
  • يجب تسجيل العنوان الوطني وتحديد مقر الإدارة، ويُشترط توفير بريد إلكتروني رسمي للتواصل المؤسسي.
  • بعد التأسيس، يُنشر ملخص النظام الأساسي في جريدة رسمية، وهو إجراء إلزامي يسبق بعض النشاطات.
  • قد يُطلب تعيين مراجع حسابات خارجي في بعض الأنشطة أو حسب حجم رأس المال لضمان النزاهة المحاسبية.
  • ويمكنك بالطبع الاستعانة بشركة الخنين لخدمات المُحاماة لإنهاء هذه الإجراءات.

هل يمكن تحويلها إلى شركة مساهمة عامة؟

  • نعم لكن بشرط أن تستوفي الشركة الشروط التي تحددها هيئة السوق المالية وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك.
  • يجب أن يتجاوز رأس مال الشركة الحد الأدنى المطلوب للإدراج في السوق المالية، وغالبًا ما يكون 100 مليون ريال أو أكثر.
  • من الضروري أن يكون لديها سجل مالي واضح ومستقر لثلاث سنوات على الأقل، يُظهر ربحية أو نموًا مُقنعًا.
  • يُشترط موافقة الجمعية العامة غير العادية على قرار التحوّل، وتعديل النظام الأساسي بما يتوافق مع متطلبات السوق.
  • يجب تعيين مستشار مالي مستقل لتقييم الجاهزية وتقديم ملف الإدراج إلى هيئة السوق المالية.
  • يُعرض جزء من أسهم الشركة للاكتتاب العام، بنسبة لا تقل عن 30٪ غالبًا، وذلك لإدخال مساهمين جدد.
  • بعد الموافقة، تُدرج الشركة في السوق وتخضع لقواعد الإفصاح والشفافية كما هو الحال مع الشركات العامة.
  • التحول يُعطي دفعة قوية للتمويل، لكنه في المقابل يُفقد جزءًا من السيطرة القديمة التي كان يتمتع بها المؤسسون.
  • يُنصح بالتخطيط المسبق لهذه الخطوة، لأنها تمثّل تحوّلًا جذريًا في ثقافة الإدارة والتعامل مع المساهمين والسوق.

يبقى اختيارك شركة مساهمة مقفلة نموذجًا فريدًا يجمع بين صرامة النظام وقابلية التكيّف، بين القوة التمويلية والانضباط المؤسسي، فمن يختار هذا النوع من الشركات لا يبحث فقط عن الأرباح، بل عن بنية تُمكّنه من النمو بثبات.

اقرأ أيضًا: