كيفية الخروج من الشراكة

كيفية الخروج من الشراكة


تُعد الشراكة بين الأفراد أو الشركات وسيلة فعالة لتحقيق أهداف مشتركة وتبادل الموارد والخبرات، غير أن الحياة العملية ليست دائمًا مستقرة، وقد تطرأ ظروف تدفع أحد الشركاء أو جميعهم إلى التفكير في الانسحاب من الشراكة، وكيفية الخروج من الشراكة تحتاج إلى تخطيط دقيق وفهم واضح للحقوق والواجبات، كي لا تتحول إلى نزاع يؤثر على مصالح الأطراف المختلفة. 

كيفية الخروج من الشراكة

الخروج من الشراكة لا يعني بالضرورة نهاية العلاقة بين الشركاء، بل يمكن أن يكون انتقالًا طبيعيًا في دورة حياة العمل المشترك، وتتعدد طرق كيفية الخروج من الشراكة، من البيع الجزئي لحصص الشراكة، أو الانسحاب الكامل، أو حتى حل الشراكة كليًا.

ويعتمد اختيار الطريقة المناسبة على نوع الشراكة، وشروط العقد الموقع بين الشركاء، بالإضافة إلى التشريعات والقوانين المعمول بها، وفهم هذه الخيارات والالتزام بالإجراءات القانونية لكيفية الخروج من الشراكة يضمن حفظ الحقوق وتفادي النزاعات.

  • راجع أولًا عقد الشراكة بندًا بندًا؛ فقد تجد فيه خارطة الطريق التي توضح لك كيف تغادر دون تعقيد.
  • اجلس مع نفسك لحظة صدق وحدد أسباب رغبتك بالخروج، لأن هذا الوضوح سيساعدك في النقاش مع الطرف الآخر لاحقًا.
  • ناقش الأمر بهدوء مع شركائك، وابدأ بالإشعار الشفهي، ثم احرص على توثيقه كتابة حسب المتفق عليه في العقد.
  • اتفقوا على جهة محايدة لتقييم الحصة إن لم يكن هناك اتفاق مسبق، لتفادي الحسابات الانفعالية والمجاملات المكلفة.
  • رتب خطوات الانفصال على مراحل؛ لا تقطع كل شيء دفعة واحدة، فبعض الأمور تحتاج وقتًا لتُصفّى بسلاسة.
  • تأكد من تسليمك لكافة المسؤوليات والمهام، ولا تترك خلفك فوضى وظيفية قد تؤثر على سير المشروع بعدك.
  • حافظ على خط تواصل مفتوح، فالأمر لا ينتهي بتوقيع ورقة بل بمرور العلاقة إلى بر الأمان.
  • قبل أن تودّع، لا تنسَ أن تترك ملاحظاتك الصادقة عن التجربة، فقد تُضيء لشريكك شيئًا لم يره.

كيف تُحسب قيمة الحصة؟ ومن يحددها؟

  • تقييم الحصة ليس مجرد رقم في دفتر، بل هو مزيج من الجهد، الأصول، السمعة، وحتى التضحيات غير الموثقة.
  • يمكن الاتفاق على خبير مالي أو محاسب قانوني مستقل، ليكون المرجع الذي لا يُحابي طرفًا على حساب آخر.
  • الأصول تُحسب بقيمتها السوقية الحالية، لا كما كُتبت يوم الشراء، فالقيمة تتغير والوقت له رأيه.
  • الأرباح المرحّلة إن وُجدت تُعد جزءًا من الحصة، ويحق لك استردادها وفقًا لنسبتك فيها.
  • لا تنسَ الديون والمطلوبات، فهي تُخصم من إجمالي التقييم، فلا تظن أن الخروج سيكون خاليًا من الخصومات.
  • إن تعذر الاتفاق على خبير، يمكن اللجوء لمكاتب محاسبية معتمدة لتقديم تقرير محايد يقبل به الجميع.
  • بعض الشركاء يفضلون القسمة العينية لا المالية، كأخذ معدات أو منتجات بدلًا من النقود، إن كان ذلك ممكنًا.
  • المهم أن يكون التقييم عادلًا، لا يظلم أحدًا ولا يُبالغ في التقدير ليرضي أحدهم، فالميزان هنا حساس جدًا.

كيف تُبلغ شريكك بالرغبة في إنهاء الشراكة؟

  • لا تجعل الخبر يُلقى كالصاعقة، بل اختر وقتًا مناسبًا، ومكانًا يليق بما جمعكما من شراكة.
  • قدّم إشعارك بلغة هادئة ومحترمة، وابتعد عن العبارات الحادة أو التبريرات الدفاعية الزائدة.
  • لا تهدد أو تُشعر شريكك بأنه الخاسر الوحيد، فالنضج في مثل هذه اللحظات يكتب لك سُمعة طويلة الأمد.
  • دع الإشعار مكتوبًا وموقعًا، ولا تكتفِ بالكلام مهما كانت علاقتكما ودية، فالقانون لا يعرف المجاملات.
  • من اللطف أن تشرح بشكل مختصر دوافعك دون أن تجرح، فالصراحة المهذبة تبقى أجمل ختام.
  • توقّع ردود فعل متعددة؛ فليس الجميع يجيد استقبال قرار مفاجئ، وكن مستعدًا لاحتواء الصدمة إن حدثت.
  • لا تستخدم أحدًا وسيطًا في الإبلاغ إلا إذا تعذر اللقاء المباشر، فالمسؤوليات لا تُبلّغ عبر الآخرين.
  • الإشعار الجيد لا يُنهي علاقة، بل يحفظ الاحترام المتبادل حتى بعد الانفصال المهني.

تسوية الالتزامات.. الديون، والعقود الموقعة، والموظفين

  • أول ما يجب حصره: ما التزاماتك الشخصية ضمن الشراكة؟ الديون، القروض، العقود التي وقعت باسمك؟
  • الديون تُسوى حسب نسب الشركاء أو حسب ما ورد في العقد، فلا تتحمل أكثر مما لك، ولا تتهرّب مما عليك.
  • الموظفون مسؤولية جماعية، والخروج لا يعفيك من دورك في إنهاء علاقتهم أو تسليمهم للطرف الباقي بسلاسة.
  • العقود التجارية الموقعة يجب مراجعتها بدقة؛ فقد يكون فيها بنود تلزمك حتى بعد الخروج.
  • سلّم كل ما في عهدتك: ملفات، حسابات، صلاحيات بريدية، حتى لا تُتّهم لاحقًا بالتقصير أو الإخفاء.
  • لا تستعجل توقيع التسوية النهائية قبل مراجعة المستندات والالتزامات بدقة مع محاسب أو مستشار.
  • إذا كنت تحمل توقيعًا بنكيًا مشتركًا، فألغِه رسميًا، ولا تترك الباب مفتوحًا لأمور مالية قد تنقلب لاحقًا.
  • لا تتغافل عن التفاصيل الصغيرة، فغالبًا ما تقع المشاكل في الأمور التي “ظننا” أنها لا تستحق الانتباه.

الخروج الودي مقابل الخروج القانوني

  • الخروج الودي لا يعني التنازل، بل هو طريقة راقية للحفاظ على العلاقات رغم نهاية الشراكة.
  • في الخروج القانوني، الأمور تُحسم بالقانون لا بالعقل، والقرارات تُفرض لا تُناقش، وغالبًا ما تستنزف الوقت والمال.
  • بعض الشركاء لا يقبلون الودي، فيدفعونك مجبرًا نحو القضاء، وهنا تبدأ مرحلة صعبة تستحق التمهّل.
  • في الانفصال بالتفاهم، هناك مساحة للمرونة في التسويات، في حين يفرض القضاء حُكمًا جامدًا لا يعرف العاطفة.
  • الانفصال القانوني قد يُكلف سمعة الشراكة ضررًا يصعب إصلاحه لاحقًا، خاصة إذا وصل إلى الإعلام أو السوق.
  • قد يكون البدء وديًا، ثم يتحول إلى قانوني إذا ما تعذرت التسوية، فلا تغلق الأبواب مبكرًا.
  • الأفضل دائمًا أن تبدأ بالحلول السلمية، وتستنفدها قبل أن تلجأ للقانون، إلا إذا كان الضرر واضحًا وجسيمًا.
  • حتى في الانفصال القضائي، كن منضبطًا في سلوكك، فالأوراق لا تنسى والقرارات تُبنى على ما تقوله وتكتبه.

متى يجب اللجوء لمستشار قانوني أو محاسب؟

  • فور قرارك بالخروج، لا تتأخر في استشارة محامٍ مختص، فهو يعرف ما قد يغيب عنك تحت ضغط الموقف.
  • المحاسب القانوني لا يُقدّر المال فقط، بل يُنقّب عن الالتزامات الخفية التي لا تُرى بالعين المجردة.
  • إذا لاحظت أن النقاشات بدأت تتوتر أو تدور في حلقة مفرغة، فوجود طرف ثالث متخصص قد يحسم الأمور بهدوء.
  • بعض الأمور تبدو بسيطة، لكنها تُخفي خلفها آثارًا قانونية طويلة، لذا لا تعتمد على تجربتك فقط.
  • لا تنتظر حتى تقع المشكلة؛ الوقاية القانونية خير من معركة قانونية في المحكمة.
  • الاستشارة ليست إعلان حرب، بل وسيلة لضمان أن خروجك يتم بشروط عادلة ومضمونة.
  • إذا شعرت أن شريكك يُماطل أو يُخفي معلومات، فالمستشار القانوني سيساعدك في طلب الحق دون نزاع شخصي.
  • حتى لو كنت تخرج وديًا، وجود استشارة قانونية يضبط كل خطوة، ويمنح الطرفين راحة بال عند التوقيع.
  • ويُمكنك بالطبع الاستعانة بشركة الخنين لخدمات المُحاماة بالخرج إذا تعسر الأمر عليك في فهم كيفية الخروج من الشراكة بأقل خسائر.

إنّ كيفية الخروج من الشراكة خطوة حساسة تتطلب توازنًا بين المصلحة الشخصية ومصلحة الشركاء الآخرين، ومن خلال التخطيط السليم يمكن تحويل هذه المرحلة إلى فرصة جديدة للنمو والتطوير بدلًا من أن تكون مصدرًا للصراعات والخسائر. 

اقرأ أيضًا: